انطلق التاريخ المجيد للميلان منذ سنة 1899 ب " فياسكتيريا توسكانا" المتواجدة بزقاق بيرشيت بميلانو الذي اعتبر المقر الأول للنادي . فمنذ ذلك الوقت و الميلان يكتب صفحات و ذكريات لا تمحى من تاريخ كرة القدم ليصبح , و بشكل خاص في الخمسة عشرة سنة الأخيرة , أحد أقوى و أشهر الأندية في العالم هذا التاريخ العريق للميلان تحول إلى أسطورة بفضل أسماء كبيرة تركت بصماتها خالدة فيه لتتحول هي الأخرى إلى أسطورة حية و إلى رمز من رموز الروسو نيري . رؤساء و مدربون , لاعبون و مسيرون يتمتعون بشخصية رياضية كبيرة أبلوا البلاء الحسن في صناعة اسم الميلان ليسجل التاريخ أسمائهم بحروف من ذهب . كانت البداية برئيس النادي الإنجليزي ألفريد إيدوارد الذي جلب للميلان لقب الدوري الكروي الإيطالي فقط بعد سنتين على تأسيسه ليستمر التألق و القوة مع سيلفيو برلسكوني الذي فاز بأكثر الألقاب مع الميلان بعد تسجيل عدد من الانتصارات بجميع أرجاء العالم شهدت على قوة و تنظيم محكم لمجموعة لم يسبق لها مثيل
يمكن التعرف على وزن و قوة مؤسسة ما من خلال استراتيجيتها في اختيار مسيريها و القائمين عليها الذين يساهمون بشكل كبير في صناعة هوية لها , لهذا فمكانة الميلان محليا و أوربيا و دوليا لم تأت بمحض الصدفة بل جاءت عن طريق اختيارات دقيقة للمشرفين عليه, من بين هؤلاء المدربون الذين كان لهم دور هام و حاسم في صناعة اسم "أيه سي ميلان " فتاريخ هذا النادي العريق كان شاهدا على جلوس مدربين كبار بكرسي احتياط فريقه مثل جيبو فياني , نيريو روكو و نيلس ليدهولم ليخلفهم مدربون مثل أريغو ساكي و فابيو كابيلّو اللذين استطاعوا أن يجمعوا بين كرة قدم كلاسيكية موروثة عن سابقيهم بالميلان و كرة قدم عصرية فلسفتها الجدية و الفرجة
هذه الفلسفة مكن الميلان من التربع على عرش الألقاب و حصد عدد كبير منها خصوصا عندما أصبح برلسكوني رئيسا مسيرا له و ساكي و كابيلّو مدربي فريقه . فمع ساكي تمكن الميلان من الفوز و في أربعة مواسم بلقب واحد للدوري الكروي الإيطالي و بلقبين لعصبة الأبطال الأوربية و آخرين يتعلقان بالكأس الأوربية الممتازة إضافة إلى كأسين للقارات . أما المدرب كابيلو فقد تمكن الميلان معه و في خمسة مواسم من الحصول على أربعة ألقاب للدوري الكروي الإيطالي و بكأس أوربية ممتازة واحدة و أخرى تتعلق بعصبة الأبطال الأوربية . في العقدين الأخيرين و بعد حصول الروسو نيري مع المدرب ألبيرتو زاكيروني و في أول موسم له على لقب الدوري الكروي الإيطالي و بعد التجربة القصيرة للمدرب التركي فاتيح تيريم تسلم المشعل كارلو أنتشيلوتي و هو أحد أبناء الميلان ليحقق معه لقب الدوري و لقب كأس إيطاليا و كأس إيطاليا الممتازة إضافة إلى لقبين لعصبة الأبطال الأوربية و أخرين للكأس الأوربية الممتازة و كأس واحدة للقارات , حصل على ذلك ما بين سنتي 2001 و 2009 قبل أن يترك مكانه لصديقه و زميله السابق بفريق الروسو نيري ليوناردو
1899/1929
تأسس نادي الميلان لكرة القدم و رياضة الكريكت بشكل رسمي في 16 ديسمبر/ كانون الأول 1899 بحيث تم الإعلان عن هذه الولادة في 18 من الشهر نفسه بمقال نشر بجريدة " لا غزيتّا ديلو سبورت " . مقر النادي تم وضعه ب" لافياسكيتيريا توسكانا " ب فيا بيركيت بمدينة ميلانو ليقوم الرئيس ألفريد أورموند إيدوار في يناير من السنة الموالية عن التأسيس بتسجيل النادي بفدرالية كرة القدم الإيطالية
حصل الميلان على أول لقب في تاريخه و يتعلق بلقب دوري " ميداليا ديل الراي " ( ميدالية الملك ) الذي أحدثته الملك أمبيرتو الأول
في موسم 01/1900 حصل الميلان على لقبه الوطني الأول و على اللقب الثاني لدوري " ميدالية الملك " ليحقق نفس الإنجاز في الموسم التالي , و لعب المدرب كالبين و مجموعته دورا كبيرا في تمكن الميلان آنذاك من تحقيق انتصارات عديدة و أداء جيد ليمتعاه بشعبية كبيرة بين الجماهير الكروية و يصبح بالتالي الفريق الأكثر تتبعا بجهة لومبارديا مما مكنه من الحصول و على مدى ثلاث مواسم متتالية ( 07/1906 ـ 06/1905 ـ 05/1904 ) على لقب " بالاّ دابليس" الذي يعتبر لقبا ذا قيمة عالية قبل أن يحصد اللقب الثاني و الثالث للدوري الكروي الإيطالي في الموسمين 06/1905 و 07/1906 على التوالي
عرفت المواسم التالية للميلان ظهور هدافين متميزين أمثال فان هيغ الذي حقق معدل 1,1 هدف في كل مباراة , كما ظهرت أسماء أخرى قوية بالنادي و على مستوى الرئاسة مثل بيترو بيريلي الذي يعتبر وحتى اليوم المسؤول الوحيد في تاريخ الميلان الذي جلس مدة أطول على كرسي رئاسته . استمرت رحلة تألق الميلان و استمر نجمها يلمع في سماء كرة القدم بإيطاليا إلى حدود موسم 15/1914 حين توقف الدوري الكروي الإيطالي قبل نهاية الموسم بسبب الحرب العالمية الأولى , لكن كل شيء عاد إلى وضعه الطبيعي في 1919. و إجمالا تميزت هذه الفترة من تاريخ الميلان بحدثين هامين هما : افتتاح ملعب سان سيرو و مغادرة بييرو بيريلي لكرسي الرئاسة بعد قضائه فيه عقدين من الزمن .
1929/1949
مرت مرحلة العشرينيات بدون شيء يذكر للميلان و بدون انجازات لتأتي مرحلة الثلاثينات و بالضبط في سنة 1936 حين بدل الميلان اسم ناديه من "ميلان أف سي " إلى "جمعية الميلان الرياضية " إضافة إلى منح أعضاء النادي لأمبيرتو تراباتوني كرسي الرئاسة الذي بقي فيه من 1940 إلى 1954 . في هذه الفترة من تاريخ الميلان لم يحقق الفريق انجازات هامة ليبقى مستواه متذبذبا و ترتيبه في الدوري الكروي الإيطالي لا يبرح الوسط إلا في فترات ناذرة عندما يحتل الرتبة الرابعة في سبورة ترتيب الفرق الإيطالية .
بداية الحرب العالمية الثانية حكمت على الدوري الكروي الإيطالي بقسمه الوحيد بالتوقف ليعود فتح أبوابه من جديد في موسم 47/1946 بفريق ميلان يحتل الرتبة الرابعة مسبوقا بفريق تورينو الكبير و اليوفينتوس و مودينا . في المواسم التالية تمكن الروسو نيري من احتلال مراتب متقدمة ليصبح على التوالي في الرتبتين الثانية و الثالثة ( كان دائما مسبوقا بفريق تورينو بطل إيطاليا آنذاك ) .
1949/1955
بقدوم اسم " جونّار نوردال " سجل الميلان مرحلة جديدة و نقطة تحول في مساره الكروي بعد سنوات اعتبر فيها فريقا غير قادر على الفوز بالبطولة الإيطالية . إضافة إلى نوردال هداف الدوري الإيطالي في الموسم 50/1949 ب 35 هدف تم جلب لاعبين سويديين أخرين نيلس ليدهلوم و جونر غرين اللذين شكلوا جميعهم بالإضافة إلى الحارس بوفون فريقا عتيدا للميلان
1950/51 كان موسم تأكيد العمل الذي قام به الميلان حيث تمكن فريقه من الحصول على رابع لقب للنادي يتعلق بالدوري الكروي الإيطالي و على الكأس الاثينيفي . و في السنوات المتتالية تمكن الميلان من احتلال المراتب الأولى بالدوري ليساهم في ذلك اللاعب نوردال الذي حصل لقب هداف الدوري في المواسم 55/1954 و 54/1953 و 53/1952 و يساهم بالتالي في تحقيق الفريق للقبه الرابع للدوري الكروي .
في سنة 1954 تم جلب اسم " خوان ألبيرتو سكيافينو " الملقب ب " بي بي " من فريق بانيارول , ليصبح هذا اللاعب في السنوات المقبلة أحد أهم الأسماء التي كان لها دور في صناعة اسم الميلان .
1955/1960
في الموسم 56/1955 دخل الميلان في المنافسة حول كأس الأبطال الأوربية في دورته الأولى , ليقصى في نصف النهاية أمام فريق ريال مدريد الذي فاز بالدورة , لكنه و في الموسم نفسه تمكن من الفوز بالكأس الاثينية بعد فوزه على أتليتيكو بيلباو في لقاء النهاية بثلاث أهداف لواحد .
بوصول جيبو فياني الذي أشرف على كرسي احتياط الميلان تمكن هذا الأخير من الظفر بلقب الدوري الكروي الإيطالي في الموسم 57/1956 الذي عرف تألق جوهرة الميلان في الهجوم غاستون بيان كهداف للدوري ب17 هدفا . في الموسم الموالي أي في 1958 انضم لمجموعة الميلان التي كانت آنذاك تنافسية , اسم جوسي ألتافيني الذي كان يتمتع بتقنيات كروية عالية جعلته و في وقت قصير يحظى بشهرة و احترام كبيرين من طرف جمهور ملعب سان سيرو . هذا اللاعب البرازيلي و معه كل من الكابتن السابق ليدهولم و تشيزاري مالديني و سكيافينو الملقب ب" بي بي " لاعب وسط الميدان الذي لا ينسى , تمكنوا جميعهم من جلب لقب جديد للدوري الإيطالي بعد تنافس ثنائي و مثير حوله بين الميلان و فيورنتينا.
في آخر موسم لسكيافينو الذي يعتبر من اللاعبين القلائل الذين أشرف على تدريبهم كبار مدربي كرة القدم ,كان الميلان أقل تألقا و قوة لكنه رغم ذلك استجمع كل ما لديه من إمكانيات و تجربة ليتمكن و في الديربي الربيعي من الفوز على الإنتر ب5أهداف لثلاثة كانت غالبيتها من توقيع ألتافيني .
1960/1970
إذا كانت السنوات السابقة تميزت بهيمنة اللاعبين الأجانب ( غرينو ـ لي ـ سكيافينو ـ ألتافيني ) فإن عقد ما بين 60 و 70 عرف فيه الميلان تواجد أسماء إيطالية موهوبة و ذات شهرة عالمية ساهمت في صناعة تاريخه . فتم استقدام بعض عناصر المرموقة ضمن المنتخب الأولمبي بطل دورة روما 60 امثال تراباتوني , تريبّي , ألفييري , و نوليتي إضافة إلى شاب صغير اسمه جاني ريفيرا الذي اكتسح فريقه السابق اليساندريا و هو ابن السابعة عشرة من عمره , بأهداف مكنت الميلان من الانتصار ب5 أهداف ل 3 في مقابلة خارج الميدان . فيما يتعلق بالدوري أظهر فريق الروسو نيري في هذه الفترة مقاومة و منافسة قوية من أجل الظفر باللقب لكن حصده لخسارتين في نهاية الموسم ( أمام فريقي باري و فيورنتينا ) جعله يحتفظ فقط بالرتبة الثانية للدوري .
مع مغادرة اسم نيلس ليدهولم و وصول المدرب نيريو روكّو الملقب ب" بارون " , كتب عهد جديد للميلان تميز بتحقيق انتصارات في الملاعب الوطنية و الدولية , لينطلق بفوز بلقب الدوري "سكوديتو " ( 62/1961) , لكن رغم كل ذلك يبقى الإنجاز التاريخي الذي ما زال يتذكره مشجعو الروسونيري ممن عاشوا هذه الفترة الرائعة , هو الفوز بأول كأس أوربية للأبطال التي تم الظفر بها في لقاء صعب أمام فريق بنفيكا بملعب ومبلي في 22 مايو 1963 . في ذلك اليوم رفع الروسونيري عاليا الكأس المستحقة بعد عزمهم للبرتغاليين ب هدفين لهدف واحد ( ثنائية لألتافاني و هدف لأوزيبيو ) . صورة عميد الفريق تشيزاري مالديني و هو يحمل الكأس صحبة اللاعب روكو بقيت خالدة و أسطورية في تاريخ الميلان و في ذاكرة مشجعيه
في منافسات كأس مابين القارات لم يتمكن الميلان من الحصول على اللقب لينهزم أمام فريق سانتوس في ثلاث مقابلات : ذهابا و إيابا كان التعادل هو سيد الموقف ب ( 0 ـ 1 ) لكل طرف , لكن اللقاء الثالث الذي أجري بملعب المراكانا عرف انهزام الميلان بهدف لصفر ليضيع اللقب من يده . نهاية الموسم نفسه عرفت مغادرة الرئيس أندريا ريتسولي للنادي بعد قضائه 9 سنوات على كرسي رئاسته و تحقيقه مجموعة من المنجزات و الألقاب المهمة : 4 ألقاب للدوري الكروي الإيطالي , كأس لاثينية واحدة , كأس الأبطال واحدة و إنشاء مركز التدريب الميلانيللو الذي يعتبر حتى الآن جوهرة نادي الميلان .
بعد مرور عدد من المواسم لعب فيها الميلان بأقل من مستواه , بدأت الصحوة في الموسم 68/1967 بالفوز بلقب تاسع للدوري الكروي الإيطالي مكن الروسو نيري من الحصول على ورقة المرور للمنافسة على لقب كأس الأبطال للموسم الموالي . كانت القوة الضاربة للميلان في تلك الموسم هي اللاعبين ريفيرا و براتي اللذان أمتعا جمهور ملعب بيرنابيو في لقائهما بأجاكس كرويف ليمكنوا الروسو نويري من التغلب على الهولنديين ب 4 اهداف لواحد. أما كوديتشيني حارس المرمى الذي أظهر تميزا في الدفاع عن مرماه في نصف النهاية ضد مانشيتر فقد لقب بعد هذا اللقاء بالعنكبوت الأسود . و دائما في الموسم نفسه تمكن الميلان من الفوز بكأس ما بين القارات رغم خسارته بمدينة بوينوس أيرس و على ملعبها إلبونبونيرا في لقاء الإياب ب2 لصفر أمام فريق الإستوديانتيس بعد أن حققت في لقاء الذهاب انتصار بيّن على الأرجنتينيين بثلاث أهداف نظيفة . كان اللاعب جاني ريفيرا بمستواه الراقي و الغير مسبوق يهدي جمهور الروسو نيرو طريقة لعب رائعة ليحصل في 1969 على الكرة الذهبية التي تعتبر الإعتراف الأرقى بأي لاعب لكرة القدم و يبقى بالتالي اللاعب المتميز الذي كان أدائه و حركيته داخل الملعب يشبهه الجمهور بأنشودة خالدة .
1970/1985
تعبر الفترة الأكثر سوادا في تاريخ النادي و لم تجلب للميلان إلا القليل من الإنجازات التي يمكن الحديث عنها.
في هذه افترة كان ضمن تشكيلة أبطال إيطاليا بقيادة ليدلهولم ,لاعب شاب أصبح فيما بعد أحد الأسماء اللامعة في سماء و تاريخ الميلان في السنوات 15 الأخيرة و أحد أقوى المدافعين في تاريخ كرة القدم الإيطالية , فرانكو باريزي الذي بدأ مشواره مع الميلان في 23 من أبريل 1978 في لقاء جمع فريق فيرونا بالروسو نيري انتهى لصالح الأخيرة ب2ـ1
هذه السنوات عُرفت كذلك بوجود عدد من الخلافات حول من يشرف على كرسي احتياط الفريق و بكثرة اجتماعات و لقاءات أعضاء النادي , لتسجل كذلك اعتزال جاني ريفيرا لعالم كرة القدم بشكل نهائي بعد أن ساهم في جلب النجمة للميلان, لكنه بقي في النادي كنائب للرئيس .
بالنسبة لجماهير الميلان فإن السنوات الأولى من عقد الثمانينيات يجب أن تمحى من الذاكرة لأن الفريق لم يتمكن فيها من جلب شيء يذكر اللهم ظهور أحد أعلام الميلان و يتعلق الأمر بباولو مالديني خليفة الكابتن فرانكو باريزي الذي لعب أول مقابلة له ( أودينيزي , ميلان 1ـ1) في 20 من يناير 1985
1985/2007
تميزت هذه الفترة بضرورة التغيير و التخلص من تبعات المرحلة السابقة و من الخلافات و الإخفاقات التي طبعتها , ليعود للإشراف على الفريق اسم نيلس ليدهولم و ليعين في 24 من مارس 1986 اسم سيلفيو برلسكوني الرئيس 21 لنادي الميلان.
كان أول شيء قام به الرئيس الجديد هو إعادة هيكلة و بناء الفريق بجلبه لاعبين جدد ليعرف موسم 87/1986 ضم اسماء مثل دونادوني , بونيتّي , كالديريزي , ماسارو و جوفاني غالّي الذين لعبوا جنبا إلى جنب مع اللاعبين هاتلي و ويلكينس . هذه المجهودات ضخت دماء جديدة بالميلان رغم أن هذا الأخير لم يحقق شيء في الدوري الكروي الإيطالي في ذلك الموسم , لكنه استطاع أن يتأهل لمنافسات الإتحاد الأوربي في لقاء فاصل بينه و بين فريق سامبدوريا الذي انتصر عليه بفضل هدف الهداف مسارو في الأشواط الإضافية
في الموسم 88/1987 كانت الانطلاقة بوصول المدرب الجديد أريجو ساكي الذي يعتبر سيدا لخطط منطقة اللعب و لكرة القدم بشكلها العام من خلال ممارسته الضغط على الخصم و تطبيقه مبدأ السرعة في الأداء. معه ظهر لاعبون متميزون أمثال الهولنديين فان باستن و غوليت إلى جانب أنتشيلوتي و كولومبو و لاعبين شباب أخرين مثل إليساندرو كوستا كورتا الذي كبر و ترعرع في أحضان الميلان . انطلق الموسم الجديد و انطلق معه عهد جديد للميلان الذي كانت فلسفته تفاؤل و طموح و رغبة عبر عنها المسؤولون الجدد للنادي كما عبرت عنها عناصر الفريق و جمهور الروسو نيرو العريض ليظهر الميلان منافسا قويا على لقب الدوري الإيطالي , فرغم أن الفريق في ذلك الموسم صادفته عراقيل متعددة مثل الحكم الذي أصدره القاضي المكلف بالشؤون الرياضية ضده بخصوص مقابلته ضد روما , إلا أن ردة فعله كانت قوية ليحسم تنافسه على مقدمة الترتيب مع نابولي مارادونا التي دامت شهورا ,لصالحه بعد انتصار تاريخي عليه بملعب سان باولو ب3 أهداف لهدفين و يهدي جمهوره اللقب الحدي عشر و لبرلسكوني اللقب الأول في عهده .
بعد قدوم جوليت و فان باستن ينضم إلى الفريق الأول هولندي أخر و يتعلق الأمر بفرانك ريكارد مشكلا بذلك ثلاثي أخر شبيه بالثلاثي الهولندي : غري ـ نو ـ لي الذي لعب في السابق للميلان و حقق معه انجازات مهمة . هذا الثلاثي الهولندي الجديد لم يمكّن فقط الميلان من إعادة التاريخ بل كذلك من تحقيقها إنجازات و انتصارات و ألقاب جعلت منه الفريق الأقوى بإيطاليا و أوروبا و بالعالم . ففي الموسم 89/1988 ركز الميلان و بكل ثقله على منافسات كأس الأبطال الأوربية ليجتاز باستحقاق فرق فيتوكا البلغاري , النجم الأحمر اليوغوسلافي و فاردر بريم الألماني إضافة إلى ريال مدريد , هكذا وصل الروسو نيري إلى مقابلة النهاية ليلاقي فريق برشلونة بملعب كامب نو أمام جمهور غفير قدر ب100 ألف مشجع تابعوا كيف تمكنت عناصر الميلان من الفوز باللقب الأوربي . فمع المدرب أريغو ساكي تمكن فريق الميلان من الفوز بلقب للدوري الكروي الإيطالي و لقبين لكأس الأبطال الأوربية و أخرين يتعلقان بكأس القارات إضافة إلى لقبين للكأس الأوربية الممتازة و لقب واحد لكأس العصبة الممتازة .
ميلان فابيو كابيلو الذي بدأ في الموسم 93/1992 بعد نجاحات حققها مع ساكي , كان يحقق انتصارات و فوزا بإيطاليا أكثر من تحقيقه انتصارات على المستوى الأوربي و الدولي . فمع المدرب كابيلو الذي لعب سابقا للميلان تمكن الفريق من تحقيق أربعة ألقاب للدوري, ثلاثة منها متتالية , ثلاث ألقاب لكأس العصبة الممتازة ,لقب واحد لكاس الأبطال الأوربية ( تم الحصول عليه في لقاء تاريخي بأثينا بعد انتصار بين للروسو نيري على فريق برشلونة الذي كان يلعب ضمن صفوفه الهولندي كريف ) و لقب كأس أوروبا الممتاز .
يعتبر العقد 1986 ـ 1996 و بدون منازع المرحلة الذهبية التي حصل فيها الميلان على عدد مهم من الألقاب و أظهر فيها أداء جيدا و طريقة لعب مميزة ليصبح الفريق الذي لا يموت و لا يقهر و ليسجل تاريخه مقابلات ممتعة مليئة بالترقب لعبت بأعلى المستويات . لكن باقتراب نهاية عقد التسعينيات بدأت الأمور تختلف لدى الفريق عما كان عليه من قوة في بداية العقد نفسه . فالميلان في هذه الفترة , أي في نهاية التسعينيات, تعاقبت على تدريبه عدد من الأسماء( تباريس , و ساكي مرة أخرى و حتى كابيلو ) ليتقلص حجمه في إيطاليا و أوروبا بشكل ملحوظ و لم يتمكن من تحقيق شيء يذكر إلا مع المدرب امبيرتو زاكيروني بحصوله على لقب الدوري الكروي الإيطالي في موسم 1999 الذي تصادف مع الذكرى المائة على تأسيس النادي .
ما تبقى من تاريخ الميلان هو ما نعيشه اليوم , فبعد قدوم كارلو أنتشيلوتي لقيادة الفريق معوضا المدرب فاتيه تيريم , تمكن الروسو نيري من تحقيق ألقاب إيطالية و أوربية : حصل في 2003 على اللقب السادس له المتعلق بكأس الأبطال الأوربية في مقابلة نهاية إيطالية مائة بالمائة واجه من خلالها فريق اليوفنتوس , كما حصل على كأس إيطاليا و على الكأس الأوربية الممتازة .
في الموسم 2003/2004 تمت إضافة اللقب السابع عشر للدوري الإيطالي إلى خزانة نادي الميلان و معها كأس العصبة الإيطالية الممتازة التي حملها مالديني بملعب سان سيرو في 21 أغسطس 2004 . في الموسم التالي رغم أن الفريق قام بمجهودات كبيرة للتنافس على عدد من الألقاب و بقوة , إلا أن ذلك لم يكن كافيا و لم يرقى إلى مستوى و حجم الميلان , ليتم حصد نتائج مخيبة للأمل مسيري و لاعبي و جمهور الروسو نيرو , هكذا و في الموسم الموالي أي في 2006/2007 سيعرف الميلان صحوة حقيقية و عملا جادا و شجاعة عبر عنها لاعبوه وسط رقعة الملاعب . فرغم العقوبة التي لحقته من طرف القضاء الرياضي الإيطالي في بداية الموسم , إلا أن الميلان لاعبون و تقنيون لم يبقوا مكتوفي الأيدي ليشمروا عن سواعدهم و ليضاعفوا من عملهم و مجهوداتهم للخروج من الأزمة , هكذا تم استدعاء غالبية نجوم الفريق و أبطال العالم الجدد لتربص إعدادي بعد قطعهم لعطلهم التي دامت أياما قليلة بسبب مشاركتهم في المونديال . اجتمعت عناصر الفريق بمركز التدريب الميلانيلّو بمعنويات عالية لتجري استعداداتها بشكل منضبط و جدي ليظهر ذلك بشكل واضح في مقابلات الموسم : فقد تم ضمان التأهل إلى منافسات كأس الإتحاد الأوربي و عصبة الأبطال بعد تحقيق انتصارين في الإقصائيات الأولية على فريق النجم الأحمر البلغرادي , و حتى بالنسبة للدوري الإيطالي انطلق الميلان بشكل جيد لتظهر عليه علامات الإعياء في نهاية الموسم نتيجة دخوله في استعدادات و معسكرات مبكرة , لكن المعسكر الشتوي الذي أقيم بمالطا مكن من إعادة القوة و اللياقة البدنية للاعبين بفضل استراتيجية تدريب حكيمة تعتني بكل لاعب على حدا .كل هذه المجهودات التي بذلت من طرف المسييرين و اللاعبين و الطاقم التقني لم تذهب أدراج الرياح ليتم تحقيق الأهداف التي تم رسمها في بداية الموسم : رتبة رابعة بالدوري الكروي الإيطالي و لقب جديد لعصبة الأبطال الأوربية تم الحصول عليه في لقاء النهاية بأثينا أكد قوة مجموعة قادرة على التغلب حتى على الظلم و سوء الطالع . و بالإضافة إلى هذا اللقب حصل الميلان على كأس ممتازة أوربية أخرى على حساب فريق إشبيلية الإسباني في 31 من أغسطس بمدينة مونتي كارلو في لقاء عرف طقوس خاصة بسبب فقدان الفريق الأندلسي مسبقا لأحد لاعبيها المميزين و يتعلق الأمر باللاعب أنطونيو لابويرتا
موعد أخر كان ينتظر الروسو نيري في الموسم 2007/2009 و يتعلق الأمر بكأس العالم للفرق الذي يعتبر أرقى لقب دولي يمكن لنادي الحصول عليه . انطلق الميلان في رحلة طويلة و شاقة من إيطاليا نحو يوكوهاما اليابانية و هو متحفز و مستعد بشكل أكبر للمواجهة و التحدي : فحصوله على اللقب يعني أنه الفريق الأقوى في العالم من خلال الألقاب الدولية المحصل عليها و من خلال كذلك تقدمه في هذا الإطار على فريق بوكا جينيور الأرجنتيني . بعد انتصارهم في لقاء نصف النهائية على فريق "أوراوا ريد دياموندس" دخلت عناصر أنتشيلوتي في لقاء النهاية الذي وصف بديربي العالم ضد البوكا جينيور و هي كلها تركيز لتحقيق النصر فتمكنت بعد تقديمها أداءا جيدا من الفوز ب4 أهداف ل2 لتمنح الميلان لقب " النادي الأكثر تتويجا في العالم " و لتنطلق احتفالات جماهير الميلان التي عمت جميع أرجاء مدينة ميلانو احتفاء بهذا النصر و تعبيرا منهم على شكر عميق للاعبين من العيار الثقيل عرفوا كيف يصنعوا الإبتسامة و الفرحة في قلوب محبي النادي و يهدون لحظات رائعة لهم في السنوات الأخيرة.
ألقاب الميلان و تاريخه و إنجازاته و قيمة لاعبيه و مدربيه و مسيريه , جعلت منه أحد الأسماء الرائدة في كرة القدم الإيطالية و الدولية , و ستدفع به و بكل تأكيد إلى البحث عن تحقيق إنجازات و انتصارات أخرى يتطلع إليها جمهوره العريض بإيطاليا و خارجها و تطالبه بها تقاليد النادي الغنية بالإنتصارات و بالعواطف الجياشة التي تعود إلى أكثر من مائة سنة
المصدر: الموقع الرسمي
0 التعليقات:
إرسال تعليق